بإصدار ضخم أثرى مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز رفوف المكتبة العربية، جاء تحت عنوان (المصادر التاريخية لمكة المكرمة عبر العصور: رصدًا ودراسةً وتحليلًا)، وذلك بين دفتي خمسة مجلدات كبيرة، تحتوي في مجملها على (2315) صفحة استوعبت تشعبات الموضوع المذكور الذي سبق أن طرحه المركز في شكل ندوة علمية عقدت في المدة من 19-20 من ربيع الآخر لعام 1437هـ (29-30 يناير 2016م) بمكة المكرمة، وشارك فيها عدد من الباحثين والمختصين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وحققت أهدافها المنشودة في توثيق المصادر التاريخية لمكة المكرمة، ونشر المركز بحوث تلك الندوة في كتاب يتجلى فيه تاريخ البلد الأمين، لتكون مرجعًا للباحثين والمعنيين.
وشملت أجزاء الكتاب الخمسة (52) اثنين وخمسين بحثًا علميًّا، تطرقت للمسألة من عدة محاور ركزت على نوعية المصدر الذي يستقي منه المؤرخ والدارس معلوماته، كالكتب التي تتنوع بين الكتب الشرعية والسيرة النبوية والأسفار القديمة والمصادر المكية والجغرافيا والبلدانيات وكتب الرحلات والتراجم والمصادر الأدبية ومصادر التاريخ العام والدراسات الاستشراقية، والوثائق والمخطوطات، والرواية الشفوية، والآثار التي تشتمل على العمارة والنقوش الأثرية والفنون الصناعية والمسكوكات، كذلك الخرائط والصور التاريخية.
ومن المأمول أن يحقق الكتاب ببحوثه القيمة الأهداف المتمثلة في بيان أهمية مصادر تاريخ مكة المكرمة عبر العصور، ودراسة المصادر دراسة توثيقية وتحليلية، والتهيئة لإعداد قاعدة بيانات بمصادر تاريخ مكة المكرمة بأنواعها المختلفة، وتشجيع الدراسات والبحوث عن ذلك التاريخ المجيد.